البطاقة الذكية.. تعاني الغباء
تحقيق: ناديــة المــلاخ
مع بداية شهر يوليو الحالي تم الانتهاء من تطبيق نظام بطاقة التموين الذكية بجميع المحافظات, وبذلك أحيلت البطاقة الورقية القديمة إلي المعاش لتحل محلها البطاقة المطورة التي تضمن وصول الدعم إلي مستحقيه.
السيدات يتجمعن حول احد المجمعات الاستهلاكية لصرف التموين
وتمنع تلاعب أصحاب محال التموين في المستحقات التموينية الخاصة ببطاقة كل مواطن, وأفراد أسرته المقيدين بها. وبمقتضي النظام الجديد يقوم صاحب البطاقة الالكترونية الجديدة بوضعها في الجهاز الموجود لدي كل بقال تموين ثم يقوم بإدخال الرقم السري بالعدة المرفقة بالجهاز الذي يخرج علي الفور ورقة( بون) من نسختين مدون فيها المستحقات التموينية بحيث يقوم بإعطاء البقال نسخة ويحتفظ هو بالنسخة الأخري ليقوم البقال بتسليم الحصة التموينية المدونة بالبون مقابل سداد المبلغ المطلوب به كما هو دون أي زيادة.
هذا النظام يضمن بالطبع عدم حدوث أي تلاعب سواء في الحصص التموينية المستحقة لكل بطاقة أو قيمتها( كما كان الحال من قبل) وبالتالي وصول الدعم إلي مستحقيه وهذا هو الهدف الأساسي من اصدار تلك البطاقة الذكية التي يصعب التحايل عليها كما يؤكد المسئولون.
ولكن للأسف لم تسلم تلك البطاقة من جشع بعض بقالي التموين عديمي الضمير الذين لم يلتزموا بالتعليمات الخاصة بضرورة اقتصار استخدام البطاقة علي صاحبها أو أحد المدونين بها وعدم الإدلاء بالرقم السري الخاص ببطاقته لأي أحد.
فقد قاموا بضرب عرض الحائط بتلك التعليمات برغم أنها مدونة علي كل بطاقة وأصروا علي استخدامها بأنفسهم بعد الحصول علي الرقم السري الخاص بكل بطاقة بحجة أن استخدام الجهاز يصعب علي البسطاء مما يضيع الوقت, وأنه ليس لديهم وقت لذلك.
والبعض الآخر يدعي أن الماكينة بها عطل, ولا يستطيع أحد استخدامها سواه وغير ذلك من الأسباب الوهمية التي تجعل المواطنين يضطرون إلي الخضوع للأمر الواقع ويقوموا بتسليم البطاقة والرقم السري للبقال التمويني ليقوم هو بنفسه بإستخدامها دون حتي أن يطلع صاحب البطاقة علي البون الذي هو أقل حق له!
وهكذا نجد أن تلك البطاقة المطورة التي يطلق عليها البطاقة الذكية فقدت ذهاءها ومصداقيتها أمام جشع هؤلاء التجار وكأن لا قيمة لها, حيث لا يوجد فرق بينها وبين البطاقة الورقية القديمة التي كان من السهل التلاعب فيها.
هذا ما يؤكده العديد من المواطنين بمناطق مختلفة وكانت المفاجأة التي أجمعوا عليها هي أن عملية التلاعب في الحصص التموينية وقيمتها مازالت مستمرة مما لا يجعلهم يشعرون بفرق بينها وبين البطاقة القديمة سوي في الشكل!
ويناشدون المسئولين القيام بحملات تفتيشية مفاجئة علي تلك المحال مع الزامها بوضع بيان علي كل محل موضح به الحصص التموينية المقررة لكل بطاقة وقيمتها حسب عدد أفرادها, وأيضا التأكيد علي ضرورة اقتصار استخدام البطاقة الذكية علي صاحبها كما هو مدون عليها مع كتابة رقم تليفونه للابلاغ عن أي شكوي مما سوف يساعد كثيرا علي تراجع هؤلاء التجار عن جشعهم والتزامهم بتلك التعليمات.
تقول منال محمد إبراهيم( ربة بيت) من سكان منطقة المعادي كان لدي أمل كبير في أن البطاقة الذكية سوف تقضي تماما علي جشع بقالي التموين الذين يتلاعبون في الحصص التموينية المقررة لكل بطاقة وأيضا في قيمتها كما كان يحدث باستخدام البطاقة القديمة. ولكن للأسف هذا التلاعب مازال مستمرا حيث يصر أصحاب تلك المحال علي استخدام البطاقة بأنفسهم بحجة السرعة في العمل وهذا ما حدث معي ومع كثير من معارفي بمناطق أخري مما يجعلنا نستسلم للأمر الواقع ونعطيه البطاقة والرقم السري ليقوم بنفسه باستخدامها وعلينا فقط استلام المقررات التي يعطيها الينا ودفع القيمة التي يطلبها دون حتي أن يعطينا البون الذي تخرجه الماكينة أو الاطلاع عليه ولو حاول أحد مناقشته يقوم بنهره والزعيق بأنه ليس لديه وقت للمناقشة كأنه يمن علينا بصرف مستحقاتنا.
وتقول سعاد سعيد( موظفة) من منطقة الخلفاوي بشبرا: لا أشعر بأي تغيير باستخدام البطاقة الجديدة حيث يقوم البقال بإعطائي المواد التموينية الخاصة بي بعد أن يقوم باستخدام بطاقتي بنفسه دون اعطائي البون المدون به مستحقاتي وعند محاولة مناقشته يثور ويغضب ويدعي أننا نقوم بتعطيله عن العمل!
وتضيف قائلة انه لابد من قيام حملات تفتيشية علي تلك المحال التي أغلبها لا يبدأ العمل سوي في الفترة المسائية حتي يكونوا بعيدين عن أعين الرقابة.
وتري ميرفت لويس من سكان منطقة العباسية أن سلبية المواطنين هي التي تساعد علي اعطاء الفرصة لمثل هؤلاء التجار الجشعين للتمادي في جشعهم مهما كانت النظم الجديدة تمنع ذلك.
وتضيف: عندما ذهبت بالبطاقة الجديدة إلي بقال التموين الذي أتعامل معه بمنطقة الوايلي كنت أظن أنني سوف أحصل علي حقي دون أي تلاعب كما كان يحدث من قبل إلا أنني فوجئت بأنه يطلب مني البطاقة الجديدة والرقم السري ليقوم هو باستخدامها واعطائي مستحقاتي دون أي مناقشة كما فعل مع الجميع قبلي الذين فضلوا الصمت حتي يحصلوا علي مستحقاتهم بهدوء لكنني تمسكت بحقي في استخدام البطاقة بنفسي واعترضت بصوت مرتفع علي عدم التزامه بالنظام والتعليمات المدونة علي البطاقة الجديدة مما جعله يضطرب كثيرا وقال لي بصوت منخفض: سوف أعطيك ما تريدين أريد أكل لقمة عيش! فأدركت وقتها أن كل مواطن لو صمم علي الحصول علي حقه سوف يساعد ذلك في القضاء علي جشع هؤلاء التجار من أصحاب الضمائر الضعيفة أو الابلاغ عنهم.
يقول زاهي زكي( مدرس) أحد سكان منطقة الأزبكية: أقوم بصرف مستحقاتي التموينية من أحد المجمعات الاستهلاكية بمنطقة شارع الجمهورية بوسط البلد والحقيقة أجد معاملة حسنة وأقوم بنفسي بإستخدام بطاقتي الذكية دون إعلام أحد بالرقم الخاص بي ثم أقوم بتسليم موظف المجمع البون الخاص به وأحتفظ أنا بالآخر وما عليه سوي أن يقوم بتسليمي حصتي التموينية المدونة بالبون كما هي تماما وأقوم أنا بدوري بتسليمه المبلغ المطلوب دون أي زيادة.
وتقول هناء السيد من سكان منطقة مصر الجديدة قمت بصرف مستحقاتي التموينية بالبطاقة الجديدة لأول مرة هذا الشهر من البقال الذي أتعامل معه بمنطقة منشية البكري وطلب مني البطاقة والرقم السري كما فعل مع الجميع وقام باستخدامها لكنه أعطاني نسخة من البون الخاص بي وأخذ هو النسخة الأخري وسلمني حصتي التموينية كما هي مدونة به تماما وأيضا قمت أنا بسداد المبلغ المطلوب مني به دون أي زيادة. ولم أستاء من ذلك مادمت حصلت علي حقي.
بينما تقول سناء حامد: عندما ذهبت للحصول علي مقرراتي التموينية لم أحصل علي الأرز وعند سؤال البقال قال لي: لا يوجد أرز هذا الشهر بالرغم من أن بعض معارفي حصلوا عليه في مناطق أخري,
وتتساءل: أين دور البطاقة الذكية لمواجهة هذا النوع من التلاعب؟!