هـــل تتجـــدد أزمـــة البوتاجــــاز؟!
تحقيق: نيرمين قطب
استهلاك البوتاجاز يزيد إلي أكثر من الضعف خلال شهر رمضان.. هذا ليس أمرا جديدا أو حتي غير متوقع.. لكن في نفس الوقت يجب الاستعداد له حتي لا تحدث أزمة سواء كانت مفتعلة أو بسبب زيادة الطلب أو لأي أسباب أخري.
البوتاجاز ازمة متجددة هل ستجد حلا دائما
فاستقرار حالة السوق ضروري.. لكن كيف؟! استطلعنا آراء عدد من المواطنين وتوقعاتهم ورصدنا ردود الخبراء والمسئولين. وفي البداية يقول المحاسب نبيل ذكي إنه يخشي من حدوث أزمة في أسطوانات البوتاجاز خلال شهر رمضان, لذلك يسعي لتوفير عدد من الأسطوانات الاحتياطية بمنزله قبل قدوم الشهر الكريم.
وبنفس المنطق تفكر عفاف محمد ربة منزل مؤكدة أن البعض يستغل ضرورة تغيير الاسطوانة لاعداد الطعام في شهر رمضان فيرفع الأسعار مما يزيد العبء علي المواطن البسيط.
أما غادة عبدالسلام فتقول: أتمني أن يتم توصيل الغاز الطبيعي لنا في منطقة الشرابية حتي نتخلص من استغلال السريحة ورفعهم المستمر لأسعار الاسطوانة التي تباع في المستودع بـ4 جنيهات ويوصلونها الي المنازل بـ10 جنيهات.
ويطالب الدكتور حسام عرفات رئيس الشعبة العامة للمواد البترولية باتحاد الغرف التجارية بضرورة قيام قطاع التموين وشركة بتروجاس بتكثيف جهودهم للسيطرة علي استخدام الأنشطة التجارية للاسطوانة المنزلية وهذا ما يتوقع حدوثه في شهر رمضان الذي تكثر فيه الولائم والموائد خارج المنزل.
ولكنه يضيف, أن هذه السيطرة لابد أن تتم من خلال توفير أجهزة الدولة للاسطوانة التجارية التي لا يجدها هؤلاء بسهولة ويلجأون مضطرين لاستخدام الاسطوانة المنزلية, حيث يتم انتاج نحو900 ألف اسطوانة بوتاجاز للاستخدام المنزلي في مقابل90 ألف اسطوانة للاستخدام التجاري وهذا هو السر الحقيقي وراء الأزمات المتكررة.
وعلي عكس المواطنين لا يخشي عرفات من حدوث أزمة في البوتاجاز خلال شهر رمضان معللا ذلك بأن الاستخدام يقل في فصل الصيف بمقدار النصف تقريبا خاصة مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة.
ويشير الي ان غياب التنسيق بين الشعبة العامة للمواد البترولية وشركة الغازات البترولية ووزارة التضامن قد يؤدي الي حدوث المزيد من الأزمات خاصة أن الشركة والوزارة لا يلبيان الدعوات التي توجهها لهما الشعبة العامة لحضور الاجتماعات الخاصة بها للتنسيق بشأن الرقابة والانتاج والتوزيع, فهناك ـ ومازال الكلام لعرفات ـ160 مستودعا حكوميا في مقابل2700 مستودعا مملوك للأهالي وهنا أيضا لابد من الاشارة الي ان هناك احتياجات مختلفة من البوتاجاز لكل محافظة فلا يمكن مثلا أن نقارن بين حاجة محافظة بالوجه القبلي مثل سوهاج بمحافظة في الوجه البحري مثل الاسكندرية خاصة في موسم المصايف والحر, ونحن كشعبة نستطيع توجيه الجهات المنتجة الي المناطق التي تحتاج إلي انتاج أكبر. وأكد أن هناك مطالبة مستمرة من الشعبة بضرورة زيادة الحصص المقررة من البوتاجاز بشكل تدريجي خلال الـ6 أشهر القادمة علي ان تبدأ نسبة10% في منتصف رمضان وتستمر في الزيادة خلال الفترة القادمة التي تعد فترة مواسم خاصة ومنها الاعياد والمدارس.
ويري محمود العسقلاني المتحدث باسم حركة( مواطنون ضد الغلاء) انه من الضروري ان يتم زيادة نسبة المعروض من البوتاجاز خلال شهر رمضان حتي لا تحدث أي أزمة, وأن يتم تشديد الرقابة علي التوزيع حتي لا يبالغ البعض في أسعار الاسطوانات, وهذا يحتاج لتكثيف وزارة التضامن لدورها الرقابي علي الأسواق, وكذلك الرقابة علي مصانع القطاع الخاص التي قد تتلاعب في أوزان الأنابيب.
جاهزون
ومن جهته أكد اللواء ياسر النكلاوي رئيس مجلس ادارة شركة بتروجاس ان قطاع البترول قام بتوفير الغاز الصب بالكميات التي تفي وتزيد علي حاجة الاستهلاك, وذلك في اطار الاستعداد لحلول شهر رمضان المبارك, وكذلك بدء فترة الذروة التي يتوقع فيها زيادة الاستهلاك المحلي من البوتاجاز.
وأشار الي انه تم دعم المخزون الاستراتيجي من الغاز الصب بمواني الاستلام والمخازن الاستراتيجية وزيادة الاحتياطي بمحطات تعبئة البوتاجاز لمواجهة السحب المستمر والمتوقع من محطات تعبئة البوتاجاز بحيث يبلغ الرصيد الاستراتيجي من الغاز الصب مايزيد علي احتياجات خمسة أيام عن كميات الاستهلاك.
وأشار الي انه تم دعم ورفع كفاءة اسطول نقل البوتاجاز الصب والمعبأة وزيادة معدلات التعبئة بمحطات ومصانع التعبئة والعمل بطاقتها القصوي علي مدار ثلاث ورديات. كما تم زيادة الأرصدة المعبأة بمصانع بتروجاس ورفع أرصدة البوتاجاز المعبأة لأكثر من20 ألف اسطوانة بمخازن شركة بوتاجاسكو بجميع محافظات الجمهورية, وذلك بهدف استخدامها والدفع بها فورا عند الحاجة. وأضاف التكلاوي أنه يتم التنسيق والتعاون المستمر مع وزارة التضامن الاجتماعي للرقابة علي المصانع والأنشطة التجارية التي تستخدم الاسطوانة بطريقة غير شرعية. وأكد أيضا الحرص علي ان جميع المتعهدين يحصلون علي كامل حصصهم المقررة بالاضافة إلي أي كميات إضافية يطلبونها من مصانع الشركة, وأن صرف الحصص لهم بدون حد أقصي بالتنسيق مع مديريات التموين بالمحافظات المختلفة, وكذلك السماح لأي متعهد للشحن من مصانع شركة بتروجاس بالكميات التي يطلبها دون حد أقصي إذا لم يكن هذا المتعهد مربوطا علي مصانع الشركة وذلك بهدف التيسير علي المواطنين للوفاء باحتياجاتهم وتوفير السلعة في سهولة ويسر بمناطق توزيعهم وبما يسمح للأجهزة الرقابية إحكام الرقابة علي صرف هذه الحصص.