مصروف البيت».. أزمة كل سنة
كتب ميادة الدمرداش ٧/ ٨/ ٢٠١٠
رمضان شهر استثنائى، وبالأخص فى نفقاته المرهقة التى تستميت أغلب الأسر المصرية من أجل توفيرها رغم عدم منطقيتها أحيانا، سواء بالادخار قبل رمضان أو الدخول فى جمعيات مالية، أو حتى بالاستدانة إذا لزم الأمر، إضافة إلى عشرات الحيل الأخرى.
هنا نقدم بعض النصائح والتجارب فيما يخص تنظيم ميزانية المنزل دون دخول الأسرة فى أزمة طاحنة قد تستمر شهوراً بعد انتهاء شهر رمضان.
يقول د. حمدى عبدالعظيم، أستاذ الاقتصاد بأكاديمية السادات: من الأفضل إعداد ميزانية محكمة لشهر رمضان، وتسجيل المبلغ المتاح بالضبط لهذا الشهر وكذلك بنود الانفاق المنتظرة، ثم المقارنة بينهما، فإذا زادت احتياجات البيت على المبلغ المحدد فلابد أن تقوم ربة الأسرة بالاستغناء عن الأشياء الثانوية أو تخفيض الكميات المقرر شراؤها، مع تخصيص مبلغ للطوارئ لايقترب أحد منه، وعند النزول للشراء فيجب أن تلتزم ربة المنزل بالقائمة التى أعدتها مسبقا ولا تخرج عنها، وأن تشترى حاجاتها دفعة واحدة من أسواق الجملة، فذلك يوفر لها مبلغا كبيرا، بعكس الشراء بالتجزئة، باستثناء بعض السلع محددة الصلاحية التى يفضل شراؤها طازجة وبكميات قليلة، أما المكسرات والياميش فيستحسن شراؤها بعد مرور عدة أيام من الشهر الكريم حيث تنخفض أسعارها عن بدايته.. بينما ترتفع أسعار اللحوم والدواجن هى الأخرى فى رمضان بنحو ٣٠٪ وكذلك بعض الخضر لذلك فمن الأفضل شراؤها وتخزينها حسب كميات الاستهلاك الشهرى قبل رمضان بأسبوع على الأقل..
ورغم محاولاتى الدءوبة لإلزام زوجتى بميزانية دقيقة فإنها «ما بتسمعش الكلام.. وتفضل الشراء بشكل ارتجالى، ولكن نفقاتنا تحت السيطرة خاصة أن أولادى تزوجوا ولم يبق بالمنزل سوانا، وبند الإنفاق الوحيد الذى يزيد ميزانيتنا هو العزومات».
ويقول الكاتب المسرحى بكرى عبدالحميد: أستعد وأسرتى لمصروفات رمضان قبل حلوله بعدة أشهر، عن طريق ادخار مبلغ معين من دخلنا كل شهر يخصص لنفقات رمضان فقط، وهو أسلوب أتبعه منذ سنوات أنا وزوجتى، ويمر الأمر بسلام. وقال: ميزانيتنا فى شهر رمضان تزيد بمقدار النصف تقريبا، بسبب الإقبال على شراء بعض أصناف الطعام بكثرة كالزبادى والحلويات والفاكهة، وعادة أنزل مع زوجتى قبل الشهر الكريم ونشترى ما يلزمنا، وأغلبها تكون مستلزمات السحور وبعض المكسرات، أما لوازم الإفطار فنشتريها «طلب بطلب» حتى لا تفسد.
وأضاف: لا شك أن الميزانية أحيانا «بتخرم» خاصة مع اقتراب نهاية رمضان فنصر على إحكامها فى العام التالى ولكن دون فائدة. كاتبة أدب الأطفال عفاف الصاوى تقول: لا تزيد نفقاتى فى رمضان، ومصروف البيت العادى يكفى احتياجات الأسرة بالكامل فى الشهر الكريم أيضا، وكل التغيرات التى تحل بنا فيه هى فقط تغيير مواعيد تناول الوجبات، وأنا بطبعى لا أميل للأغذية الدسمة، لذا اعتادت أسرتى تناول الطعام الصحى وألا تطالبنى فى رمضان بالأكلات الدسمة دون أن يغضبوا أيضا من تقديم الأصناف الخفيفة.
أما العزومات التى تزداد فى رمضان فأتدبرها من «خزين البيت» الذى وفرته فى شهور سابقة، حيث اعتدت أن «أركن» من مشترياتى الشهرية جزءاً منها لأستغلها فى وقت الحاجة، مثلا كل كيلو أرز أشتريه، أنقص منه كوبا فى برطمان كبير بعينه، وكذلك المكرونة والبقوليات، حتى اللحوم والدواجن أقطعها واحتفظ بقطع منها مجمعة فى الفريزر، وبعد شهر أو شهرين أجد هذه الأغذية تراكمت بشكل يمكننى الاعتماد عليها فعلا وتنفعنى فى العزومات، كما أننى لا أميل إلى كثرة الأصناف المقدمة على المائدة وأكتفى بثلاثة أصناف على الأكثر، كما أننى لست مهووسة بتقديم الطعام الصابح يوميا على مائدة رمضان، وإذا تبقى من طعام الإفطار ما يناسب ويكفى لليوم التالى فلا أتردد فى استثماره.