د. أشرف شعلان رئيس مركز البحوث في حوار »للأخبار«
خلال شهور.. الإعلان عن صنف جديد للقمح يزيد الإنتاج حتي ٠٦٪
27/06/2010 10:26:42 م
حوار تكتبه : غادة زين العابدين
> > خلال عامين فقط.. سنشهد وجها جديدا للمركز القومي للبحوث.. ستنطلق منه مجموعة ابحاث تقدم حلولا علمية لأكبر مشاكلنا.. سنسمع ونقرأ عن علماء مصريين توصلوا لابتكارات تخدم مصر والعالم كله. هذا ما أكده د. اشرف شعلان رئيس المركز في حواره »للاخبار«.. واضاف مؤكدا ان هناك ابتكارات سيعلن عنها خلال شهور قليلة مثل انتاج صنف جديد للقمح يزيد انتاج مصر بنسبة تصل الي ٠٦٪ وانتاج سلالات نباتية تقاوم الملوحة والجفاف لتزيد انتاج الصحراء.. وتحويل قش الارز لكنز اقتصادي يستخدم في صناعة الورق والمبيدات الآمنة والمنازل ايضا. وخلال عامين تنتهي ابحاث علاج السرطان بنانو الذهب التي ينتظرها مرضي السرطان في مصر والعالم كله.. والتي تتم بالمركز منذ عامين باشراف العالم الكبير د. مصطفي السيد. > >
- في البداية اسأل د. اشرف شعلان رئيس مركز البحوث: بعد ثمانية شهور من تولي رئاسة المركز القومي للبحوث اكبر مركز بحثي في مصر ماذا كانت اولويات اهتمامك خلال الفترة السابقة؟
< د. أشرف شعلان: هناك ابحاث كثيرة كانت قائمة بالفعل ولكن اهتمامي الاول تركز في تكوين المجموعات البحثية بحيث يكون هناك تكامل في المشروعات البحثية.
تكامل المشروعات
وكانت البداية هي اختيار المشروعات التي ترتبط باحتياجات الدولة والفائدة المباشرة علي المواطنين وقد قلت من البداية انني لن امول بحثا لمجرد البحث بل سأمول الابحاث التي يمكن ان تنتقل لمرحلة التطبيق العملي الذي يعالج مشكلة أو يقدم فائدة للناس.. لان اكبر خطأ يقع فيه الباحث هو اختيار بحث بعيد عن احتياجات المجتمع من حوله.
وبعد اختيار هذه المشروعات قمنا بتكوين المجموعات البحثية.. فمثلا يوجد مجموعة بحثية تبحث في السرطان من خلال ثلاثين بحثا عن السرطان في جوانب مختلفة مثل سرطان الكبد والقولون وغيرهما.. وهذه المجموعة لها مشرف علمي واحد حتي يكون هناك ترابط وتكامل بين كل هذه الابحاث.. وهو ما يؤدي في النهاية لتعظيم النتائج. وخلال هذا الشهر سيتم تشكيل ٤١ مجموعة بحثية جديدة تعمل في مجالات متكاملة وترتبط جميعها باحتياجات ومشاكل مصر.
- وماذا يمكن ان يقدمه علماء وباحثو المركز لحل أهم المشاكل التي تواجهنا؟
< د. اشرف شعلان: خلال عامين سيكون هناك وجه مختلف للمركز القومي للبحوث.. وسيقدم علماء المركز حلولا علمية فعالة للعديد من مشاكلنا وسنسمع ونقرأ عن علماء وباحثين توصلوا لافكار وابتكارات مصرية علي مستوي عالمي.
وسأختار أربعة أبحاث للحديث عنها فمثلا في مجال الزراعة هناك تجربتان الاولي في مجال القمح والثانية في مجال زراعة الصحراء.. وبالنسبة لتجربة القمح فسيترتب عليها زيادة انتاجه وتقليل الفجوة بين ما نحتاجه وما ننتجه بل وسنصبح من اعلي الدول في الانتاج.. حيث نجح مجموعة باحثين بالمركز في انتاج صنف من القمح يساعد في زيادة انتاجية الفدان من ٠٤٪ إلي ٠٦٪ وقد انتهينا من الابحاث وتجارب النبات وطلبنا من مركز البحوث الزراعية تسجيله.. وحاليا يقوم المركز باجراء الاختبارات.. وبمجرد تسجيل هذا الصنف سنضعه في يد وزارة الزراعة لتستفيد به مصر.
أما التجربة الثانية فتهدف لزيادة الانتاج الزراعي في الاراضي الصحراوية حيث نجح الباحثون في انتاج نوع من السلالات النباتية يقاوم الجفاف والملوحة ويمكن زراعته بمياه الآبار بنتائج ممتازة من حيث الجودة. وفي اطار تكامل المشروعات البحثية فهناك بحث اخر في شعبة البيئة يرتبط بهذا البحث وهو عن ازالة الاملاح من مياه الصحراء لاستخدامها في الري والربط بين هذين البحثين يمكن ان يؤدي في النهاية لزيادة انتاجية الاصناف التي تتحمل الملوحة.
والمركز يعطي هذه الابحاث أهمية كبري وقد وعد د. هاني هلال وزير البحث العلمي بأن تتحمل الوزارة نفقات التسجيل وصرف مكافآت جيدة للباحثين.
- وبعيدا عن الزراعة؟
< د. اشرف شعلان: هناك أيضا ابحاث علاج السرطان بنانو الذهب والتي تتم بالمركز منذ عامين تحت اشراف العالم الكبير الدكتور مصطفي السيد.. وقد نجح الفريق البحثي بالمركز في تحضير جزيئات الذهب في حجم النانو واستطاعوا تحديد الجرعة الآمنة علي الفئران وتم تركيب هذه الجزيئات علي بروتين معين له القدرة علي الالتصاق بالخلية السرطانية فقط.. ثم يتم توجيه شعاع ليزر علي الجزء المصاب مما يؤدي لتسخين جزيئات الذهب وتدمير الخلايا السرطانية الملتصقة بها.. وكل هذه التجارب تتم حتي الان علي الفئران فقط.
- وهل شفيت الفئران؟
< يبتسم د. اشرف شعلان قائلا: لن اجيب علي هذا السؤال الان لان عدد الفئران الذي طبقنا عليه التجربة لا يزال محدودا ولابد من زيادته الي عدة آلاف حتي تكون النتائج علمية ودقيقة.
- ومتي تعلن النتائج؟
< د. اشرف شعلان: خلال عامين وسننتقل بعدها للتعاون مع وزارة الصحة لنبدأ التطبيق علي الانسان.
كنوز قش الأرز
ويضيف الدكتور اشرف شعلان قائلا: من الابحاث المهمة ايضا بالمركز الابحاث الخاصة بتطبيقات استخدام قش الارز ومن بينها نجاح الباحثين في بناء منازل من الطوب والبالة المصنوعة من قش الارز.. الطوب للحوائط الداخلية.. والبالة للخارجية وهي منازل صديقة للبيئة لا تحتاج لحديد تسليح ومنخفضة التكلفة وتهويتها طبيعية.. وهي من دور واحد وتصلح للاراضي الصحراوية..
وقد تم انشاء نموذج حقيقي في مزرعة المركز بالسادس من اكتوبر.. ويقوم مركز بحوث البناء والاسكان حاليا بتقييمها متبرعا وسيتم التقييم خلال شهرين لنعلن بعدها عن كل التفاصيل الخاصة بهذه المنازل وكيفية استخدامها.
وفي اطار تكامل الابحاث أيضا هناك فريق يعمل علي استخدام قش الارز في صناعة الورق وفي صناعة مبيدات حشرية بيولوجية »غير ضارة« وسيتم الانتهاء من هذه الابحاث واعلانها ايضا خلال عامين وسيترتب علي هذه الابحاث تحويل قش الارز الي منتج اقتصادي يحقق مكاسب للفلاح بدلا من حرقه وتلويث البيئة.
ومن أهم الابحاث المرتبطة باحتياجات المجتمع أيضا -كما يقول د. اشرف شعلان- هي نجاح باحث شاب بالمركز في انتاج فلتر رخيص عالي الكفاءة يستخدم في تنقية مياه الصرف الصحي لاعادة استخدامها في الري والجهاز تكلفته لا تتجاوز ٥٣ ألف جنيه وقد تمت تجربته منذ عام في احدي قري الفيوم ومازلنا نتابع نتائجه وسيعلن عنه قريبا.
صناعة الدواء
- في مجال الدواء.. لماذا تكتفي مصر بتعبئة مكونات الدواء التي يتم استيرادها دون ان تكون لدينا صناعة حقيقية للمواد الخام مثل العديد من دول العالم كالصين والهند؟ وهل يمكن ان نشهد هذا التقدم قريبا؟
< د. اشرف شعلان: بصراحة صعب جدا ان نشهد هذا التقدم قريبا.. فصناعة الدواء مكلفة جدا لان لها متطلبات عديدة واهمها معامل باهظة التكلفة وجيش من العلماء يتفرغون للوصول ل KNOW HOW وهي ايضا عملية مكلفة جدا لانها تتطلب الدراسة والبحث علي اكثر من ثلاثمائة مادة حتي يتم التوصل لمادة واحدة فعالة منها..
وبعد ذلك تأتي مرحلة التصنيع.. والسوق الاستهلاكي في مصر ليس كافيا لتحقيق الربح الذي يعوض كل هذه النفقات.. وقد يكون الامل في تعاون عربي.. ولكن حتي الان لم تتلاق المصالح.. وبالنسبة للصين مثلا فالوضع مختلف فهناك عمالة ضخمة ورخيصة بسبب النظام الشمولي.. ولا يمكن المقارنة لان التجربة المصرية يجب ان تقوم علي الواقع المصري..
تمويل الأبحاث
- كيف نوفر التمويل اللازم للمجموعات البحثية القائمة؟
< د. اشرف شعلان: ٠٥٪ من تمويل الابحاث يأتي من الجهات المانحة كصندوق العلوم والتكنولوجيا الذي قدم للمركز اكثر من خمسين مليون جنيه منذ انشاذه عام ٨٠٠٢ وهناك أيضا منح الاتحاد الاوروبي والشراكة الاوروبية.
أما ال ٠٥٪ الاخري فهي من ميزانية الابحاث فتأتي من ميزانية المركز التي لا تتجاوز ٠٦٢ مليون جنيه بالاضافة الي العقود مع رجال الاعمال والمستثمرين والتي توفر حوالي ٠٣٪ من الميزانية.. وقد كان اخرها عقد بمليون ونصف المليون مع مستثمر في المجال الهندسي.