غول.. اسمه الغلاء
غول اسمه الغلاء يطحن عظام الخلق بكرة وعشية.. ولا أحد يقف في طريقه.. ولا حتي يقول له تلت التلاتة كام!
اختفي مفتش التموين.. كأن الأرض انشقت وابتلعته..
واختفي في ظروف مريبة.. كشك أمناء الشرطة في الأسواق والشوارع التجارية!
الأسعار تزيد كل يوم.. وإذا سألنا.. فالجواب: هي كده اللي عاجبه ياخد.. واللي موش عاجبه يضرب دماغه في الحيط!
وفي ظل ارتفاع الأسعار المبالغ فيه, فوجئ متوسطو الدخل ومحدودو الدخل, ومعدومو الدخل بتصريحات رسمية تفيد بأن الحكومة سوف ترفع الدعم العيني عن السلع الأساسية التي يتزايد سعرها بشكل يومي في ارتفاع غير مسبوق واستبداله بالدعم النقدي بدعوي أن يصل الدعم إلي مستحقيه!
ووفق أرقام رسمية, فإن سعر رغيف الخبز سيقفز من خمسة قروش إلي عشرين قرشا, وأنبوبة البوتاجاز سيصل إلي عشرين جنيها, ثم إلي أربعين, ومع هذا تتعهد الحكومة بأن تقدم الدعم لمن تعتبرهم مستحقين له بتعويضهم بثلاثة أرغفة يوميا لكل فرد, وأنبوبة غاز لكل أسرة!
والسؤال هنا: من في نظر الحكومة يستحق الدعم.. وأي دخل تعتبره الحكومة كافيا لأسرة مكونة من خمسة أشخاص, أو أكثر ليأكلوا+ يتعلم الأبناء+ فاتورة العلاج والماء والكهرباء+ المواصلات+ إيجار منزل؟
ماذا يكفي في نظر الحكومة كدخل أسرة؟
لو افترضنا أن الحكومة ستعتبر مستحق الدعم العيني من يقل دخله عن200 جنيه كاملة.. ماذا ستفعل بها أسرة مصرية لتعيش بعد أن يتم إلغاء الدعم السلعي؟
الجواب: سوف ترتفع الأسعار بشكل جنوني, أي أن الأسرة التي تحصل علي دخل حتي لو خمسمائة جنيه مع زيادة الأسعار لن تستطيع الحياة وستصبح تحت خط الفقر وتحت وطأة الأسعار!
والدخل ثابت ولا يتغير ولو تغير فبنسبة ضئيلة يقابلها ارتفاع جنوني في الأسعار, والضغوط التي يقابلها المواطن المصري جعلته قنبلة موقوتة من الممكن أن تنفجر في أي لحظة.. وستواجه الحكومة حينئذ خطرا جسيما يفوق الإرهاب وهو الفقر!