أصحاب المخابز اختلفوا حول قرار وزير التضامن
سحب رخص المخابز المخالفة لن يقضي علي مافيا الدقيق
متابعة : مي الشرقاوي
اختلف أصحاب المخابز علي قرار وزير التضامن الاجتماعي حول إلغاء رخص المخابز البلدية التي تضبط متلبسة بتهريب الدقيق للسوق السوداء حيث أكد بعضهم أن تحويل حصة الدقيق من المخابز المخالفة إلي المخابز الأخري سوف يساعد علي زيادة الطوابير والزحام للحصول علي رغيف العيش.
في حين رحب البعض من أصحاب المخابز بالقرار وأكدوا أنه سوف يقضي علي مافيا تهريب الدقيق وبيعه في السوق السوداء وبالتالي عدم وصول الدعم للمواطن البسيط وبيع الدقيق لمحلات الحلويات والمخابز الخاصة.
يقول ياسر محمد رئيس وردية بمخبز بشبرا: إن قرار وزير التضامن بإلغاء رخص المخابز البلدية التي تضبط بتهريب الدقيق للسوق السوداء وسحب حصة الدقيق المخصصة له نهائيا ومنحها لمخبز آخر قرار سليم وفي صالح المواطن البسيط لضمان وصول الدعم لمستحقيه والقضاء علي المخالفات.
أشار إلي أن حصته اليومية من الدقيق كانت 22 جوالا وأصبحت الآن 17 جوالا مع بداية شهر رمضان.. لذا نطالب بزيادة الحصص المخصصة للمخابز والالتزام بعدالة التوزيع حتي يتم ضبط السوق وضبط المخابز سيئة السمعة التي تقوم بتهريب الدقيق علنا ولضمان تطبيق قرار الوزير بسهولة.
هاجم عبدالعزيز أبوالفتوح ـ فران ـ قرار وزير التضامن لأنه لم يحل أزمة تسريب الدقيق وبيعه للسوق السوداء وإنما ساهم في زيادة الزحام علي مخبز واحد بالمنطقة بسبب غلق بقية المخابز المخالفة وأضاف أن توزيع حصة المخابز المخالفة علي المخابز المجاورة لها ستكون سببا في عودة طوابير العيش مرة أخري ولن نستطيع حل مشكلة تهريب الدقيق مشيرا إلي أن الموطن هو الذي يدفع الثمن بانتظاره في الطووابير لفترة طويلة خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة صيفاً اضافة إلي الصيام.
يقول عادل محمود ـ بائع خبز بالشرابية ـ : مخبز حصته 22 جوال دقيق في اليوم ويتم إنتاج حوالي 22 ألف رغيف يوميا ويتم تسليمها لمنفذ التوزيع وهو ما يعني أننا لو قمنا بتسليم عدد أقل من هذا الرقم للمنفذ فإن ذلك يعني تسريبا للدقيق حيث يقوم علي الفور بالإبلاغ وكتابة مذكرة يتم بموجبها عمل محضر لتسريب الدقيق.
يقول أحد العاملين بمخبز بشبرا رفض ذكر اسمه إن بعض أصحاب المخابز يصرون أحيانا علي ارتكاب المخالفات في بيع الدقيق بالسوق السوداء وبيع الخبز المدعم بأسعار أعلي من المحددة حيث إن أصحاب المخابز سيئة السمعة لا تلتزم بالأسعار المقررة للرغيف المدعم ويلجأون إلي بيع الدقيق البلدي في السوق السوداء لتحقيق أرباح غير مشروعة علي حساب المستهلك.
يقول مرسي طلعت ـ صاحب مخبز: حصتي كانت 20 جوالا وتم تخفيضها إلي 17 جوالا من أول رمضان مما سبب أزمة وزحاما حيث إن قرار وزير التضامن سيتسبب في غلق أكثر من مخبز مخالف مما يؤدي إلي عودة الطوابير مرة أخري.
أشار إلي أنه لا وجود لمفتشي التموين أمام منافذ التوزيع لمراقبة حركة التوزيع لضمان وصوله للمواطن البسيط وعدم تسريبه للمطاعم أو بيعه للسوق السوداء.
ويري جمعة سيد رمضان رئيس وردية في مخبز بشبرا أن ظاهرة تهريب الدقيق مازالت قائمة مهما صدرت القرارات والحد منها يتطلب معجزة مادام الضمير غائباً ولكن المواطن البسيط هو الذي يتحمل العبء في النهاية لأنه سيعاني من نقص رغيف الخبز بسعر 5 قروش ويلجأ إلي شراء الرغيف الطباقي مرتفع الثمن .
أشار إلي أن تصريحات وزير التضامن حول القضاء علي مافيا تهريب الدقيق ومعاقبتهم لن تحدث فرقا أن عمليات التهريب زادت في الفترة الأخيرة.
يقول عماد وديع أحد المواطنين ـ موظف: محاولات تهريب الخبز كثيرة بأن أصحاب المخابز سيئة السمعة هم الذين يقودون حملة التهريب فضلا عن أن رغيف العيش أصبح رديئا جدا ولو ترك نصف ساعة لا يصلح للطعام.
يقول عبدالعزيز السيد ـ أرزقي: المخابز تقوم بغلق المخبز قبل المواعيد الرسمية بـ 3 ساعات مما يؤدي إلي تزايد الزحام أمام الفرن وللأسف نشاهد أجوالة الدقيق المهربة تهرب علنا ونهارا إلي المحلات الخاصة بتصنيع الحلويات وهذه المحلات تكثر هذه الأيام لعمل حلوي وكعك العيد.
ويضيف وليد قرشي مهندس أن شهر رمضان يصعب فيه الحصول علي الخبز خاصة في وقت السحور لأن المخبز يغلق الساعة 4 عصرا وباقي اليوم لا نجد الرغيف المدعم ونضطر لشراء الرغيف السياحي بسعر 25 قرشاً للواحد.
يؤكد د. علي عبدالرحمن مستشار وزير التجارة وأستاذ الاقتصاد الزراعي جامعة قناة السويس إن القضاء علي أزمة المخابز أصبح مشكلة مزمنة يعاني منها المواطن البسيط مشيرا إلي أن الحل الأمثل للقضاء علي مشاكل العيش هو تحرير الدقيق ذلك بمعني أن تبيعه للمخابز بالسعر الحر وتشتريه الحكومة منها بهذا السعر ثم تبيعه بعد ذلك بالسعر المدعم للمواطن وبذلك تقضي علي ظاهرة تسريب الدقيق فهذا الاقتراح يقضي تماما علي طوابير العيش خاصة أن مصر تضم 113 ألف مخبز وتبلغ قيمة الدعم المخصص لرغيف الخبز 20 مليار جنيه وإذا تم استغلال هذه الامكانيات وتشديد الرقابة علي تهريب الدقيق يمكن أن تلبي احتياجات المواطن من العيش المدعم.